معبد ديبود….. رائعة هندسية مصرية قديمة في إسبانيا
من يوسف عيسى
يقع معبد ديبود على بعد 15 كيلومترا جنوبي مدينة أسوان في جنوب مصر بالقرب من الشلال الأول بالنيل في منطقة ديبود على الضفة الغربية لبحيرة ناصر وقد بني هذا المعبد للإلهة إيزيس بجزيرة فيله.
بدأت أعمال بناء معبد ديبود في بداية القرن الثاني قبل الميلاد في عهد الملك الكوشي أدجالماني حيث قام هذا الملك ببناء معبد صغير وأهداه للألهة أمون وإيزيس. ويُعد هذا المعبد الصغير المزين بالنقوش أحد المعالم التي تدل على نمط حكم هذا الملك واهتماماته. وخلال الفترة التي حكم فيها كل من الملوك بطليموس السادس و بطليموس الثامن وبطليموس الثاني عشر تم توسيع المعبد الصغير من مختلف جهاته ببناء غرف إضافية وتم إهداؤه للإلهة إيزيس في فيلة. وفي حقبة الإمبراطورية الرومانية أكمل كل من أغسطس قيصر وتيبريوس تزيين مدخل المعبد إضافة إلى بناء معبد آخر صغير ملحق بالمعبد الأصلي.
يبدأ المعبد برصيف يواجهه طريق طويل يمر من خلال ثلاث بوابات حجرية ويقود إلى فناء مفتوح ثم ردهتان وينتهي المعبد بقدس الأقداس الذي يضم ناووسا (تابوتا) من حجر الغرانيت الوردي , أما صحن المعبد فقائم على أربعة أعمدة وقد انهارت عام 1868 , وخلفه يوجد الهيكل الذي أقيم للإله أمون.
يوجد هذا المعبد في العاصمة الإسبانية مدريد حيث قامت مصر بإهداء هذا المعلم الأثري الهام إلى إسبانيا عام 1968 تقديرا لدورها في إنقاذ والحفاظ على معبد أبو سمبل إثر قيام اليونسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية بتوجيه نداء لحماية هذا الموقع التاريخي الهام من الضياع أثناء فترة بناء السد العالي الذي كان يهدد الكثير من المواقع الأثرية والمعابد القديمة.
واليوم يُعتبر معبد ديبود من أهم المواقع السياحية في مدريد بعد أن تم إعادة بنائه في أحد حدائق العاصمة بالقرب من القصر الملكي وقد اتيحت لي الفرصة لزيارة هذا المعبد الشهر الماضي وهو من الروائع التي تدل على أهم الأعمال الهندسية المصرية الضاربة جذورها في التاريخ والتي يمكن مشاهدتها خارج مصر.
