فقدت السينما العربية قبل أيام الفنانة ذات الموهبة الساحرة والأداء الأخّاذ الذي ينقل المتفرج إلى عالم آخر يجعله ينصهر في مكنونات الشخصية. إنها تلك المختلفة عن كثيرين من الممثلات والممثلين دون أن نغمطهم حقهم في كلمة تُقال عن مواهبهم وقدراتهم.
محسنة توفيق الفنانة المثقفة المبدعة في كل أعمالها المختارة بعناية فائقة دون الاهتمام بالكم على حساب الكيف؛ حفرت اسمها بحروف من نور في تاريخ الفن المصري و العربي لتنوع أدوارها وقمة أدائها؛ فهي بهية في “العصفور” وأنيسة في “ليالي الحلمية” وجميلة بوحريد المناضلة الجزائرية في العمل المسرحي الرائع “مأساة جميلة” لعبد الرحمن الشرقاوي وغيرها الكثير مثل فلم ديل السمكة للمخرج سمير سيف والبؤساء للمخرج عاطف سالم وقلب الليل للمخرج عاطف الطيب وأفلام وداعا بونابرت واسكندرية ليه والعصفور للمبدع يوسف شاهين.
مصر يمه يا بهية
يا ام طرحة وجلابية
الزمن شاب وانتي شابة
هو رايح وانتي جاية
محسنة في “العصفور” متألقة ارتقت سلم الإبداع إلى أعلى درجاته بدور بهية تلك الشخصية التي ترمز إلى مصر والهوية الوطنية ؛ هذه الشخصية سجلت علامة فارقة في مسيرة محسنة وطبعت في وجداننا علامات لا تُنسى.
مما يؤسف له أن محسنة لم تحصل على ما تستحق وقد ظلمت كثيرا من المنتجين اللاهثين وراء أفلام سطحية تجاري متطلبات السوق وكذلك بسبب مواقفها السياسية التي رفضت التخلي عنها.
يوسف