فيلم لمخرجه اللبنانيه نادين لبكي يعرض في صالات العرض بأستراليا

0
1240

في ثالث افلامها, كفر ناحوم, ترسم لنا المخرجة اللبنانية نادين لبكي لوحة ألوانها مستمدة من حبر معاناة الفقراء والمحرومين. ريشة نادين رسمت لنا صوراً مغرقة في تفاصيل سوداويتها من مشكلات اللجوء وما يتفرع عنها من مآسٍ مرورا بقضايا البطالة وزواج القاصرات إلى الاتجار بالبشر والمخدرات والعاملات الأجنبيات وغيرها.

يتناول الفيلم قصة الطفل زين نزيل سجن الأحداث بسبب طعنه أحد الأشخاص. هذا الطفل الذي نشأ في بيئة مغرقة في الفقر وفي أسرة تعيش في العشوائيات وتعاني من الفقر المدقع والتهميش نراه في قاعة المحكمة يشتكي والديه اللذين أنجباه محملاٌ إياهما أسباب شقائه وسنوات طفولته البائسة. ومن هذا المشهد تنتقل بنا الكاميرا إلى مشهد يمثل بيت زين بكل ما فيه من تفاصيل توضح مدى الفقر المدقع الذي تعاني منه هذه العائلة المكونة من أب وأم وأطفالهما السبعة بمن فيهم زين ذي الإثني عشر عاما الذي يفر من المنزل احتجاجاً على إصرار والديه على تزويج أخته القاصر. وخلال رحلة هذا الطفل التائه في دروب قاع المدينة وأحيائها الفقيرة يلتقي بالخادمة الإفريقية رحيل وطفلها يوناس والتي تتعهد برعاية زين غير أن الشرطة تلقي القبض عليها وتضعها في السجن ويُترك طفلها ليتولى زين أموره من خلال مشاهد تصف معاناة طفل وضعته الظروف القاسية ليكون مسؤولاً عن طفل أصغر منه. وفي خضم رحلة العذاب هذه وبسبب ما عاناه زين من متاعب يلجأ إلى بيع يوناس مسلطة نادين هنا الضوء على قضية الاتجار بالبشر.

هذا الفلم حظي باهتمام الأوساط السينمائية العالمية نظرا لأهمية القضايا التي تناولها حيث عرض في عدد من المهرجانات الدولية وحاز على عدد من الجوائز, ومنها جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي في دورته ال 71 و جائزة الجمهور في مهرجان سراييفو الدولي وجائزة الجمهور في مهرجان ملبورن وجائزة الجمهور التفضيلية في مهرجان كاليغاري وجائزة أفضل ممثل للطفل زين وجائزة لجنة تحكيم الشباب لأفضل فيلم في مهرجان أنطاليا, وكان حصيلة ذلك أن تم ترشيحه لجائزة الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي غير ان النتيجة كانت فوز الفلم  “روما” للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون بهذه الجائزة في حفل توزيع جوائز الأوسكار الذي جرى في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.

مما تجدر الإشارة إليه أن المخرجة لم تلجأ إلى اختيار ممثلين محترفين بل تعمدت أن تكون الشخصيات حقيقية إذ ذهبت إلى المناطق المهمشة وبؤر الفقر وأمضت مدة بينهم للتعرف على تلك الأوساط واختارت الطفل السوري زين الرافعي ليقوم بأداء دوره الحقيقي فكان أداؤه طبيعيا وفي غاية الإتقان.

يوسف  عيسى